الخميس، 4 سبتمبر 2014

استشهاد علي ومبايعة الحسن بن علي رضى الله عنهما _ انتهاء عهد الخلفاء الراشدين

لم يكفَّ الخوارج الخروج على عليٍّ وقتاله, بل تآمروا على قتله أيضًا!! فاجتمع ثلاثة منهم على مؤامرة قتل الثلاثة الذين قاموا بالتحكيم, وهم (عليٌّ، وعمرو، ومعاوية), وكان هؤلاء الثلاثة هم: عبد الرحمن بن ملجم الكندي, والبرك بن عبد الله التميمي, وعمرو بن بكر التميمي, وتواعد ثلاثتهم على يوم واحد هو يوم السابع عشر من شهر رمضان لتنفيذ مخطَّطهم، وانتظر عبد الرحمن بن ملجم فجر اليوم الموعود (17 من رمضان سنة 40هـ) حتى خرج عليُّ بن أبي طالب  من بيته لصلاة الفجر, وأخذ يمرُّ على الناس يوقظهم للصلاة, وكان لا يصطحب معه حُرَّاسًا, حتى اقترب من المسجد فضربه شبيب بن نجدة ضربة وقع منها على الأرض, لكنه لم يمُتْ منها, فأمسك به ابن ملجم, وضربه بالسيف المسموم على رأسه, فسالت الدماء على لحيته، ومات شهيدًا ، في حين فشل الآخرون في قتل معاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهما.

الحسن خليفة للمسلمين:

لما استُشهد عليُّ بن أبي طالب  اجتمع أهل العراق، وبايعوا الحسن بن عليٍّ رضي الله عنهما؛ ليكون خليفةً للمسلمين، فكان  ورعًا تقيًّا عالمًا مجاهدًا، حيث جاء قيس بن سعد بن عبادة  -وكان تحت إمرته على أَذْرَبِيجَان أربعون ألف مقاتل كلهم قد بايع عليًّا  على الموت قبل استشهاده- فجاء  يقول للحسن : امددْ يدك نُبَايِعْك. فلم يردَّ عليه الحسن، ولم يرضَ بهذا الأمر، ولم يكن يريده؛ لأنه يعلم أن وراءه الدماء الكثيرة، ولكن مع إصرار قيس بن سعد بن عبادة قَبِل  البيعة (17 من رمضان سنة 40هـ)، وهو يوم وفاة علي بن أبي طالب [120].
أمَّا أهل الشام فبعد استشهاد عليِّ بن أبي طالب  لم يجدوا بديلاً لخلافة المسلمين غير معاوية بن أبي سفيان ، فبويع  بالخلافة من قِبَل أهل الشام، وأصبح للمسلمين -ولأول مرَّة- خليفتان؛ أحدهما في الشام، والآخر في العراق، وهذا لا يستقيم شرعًا، ولا يصحُّ في الإسلام، بل ينبغي أن يكون للمسلمين خليفة واحد، يسمع له الجميع ويطيع.

0 التعليقات:

إرسال تعليق