الخميس، 4 سبتمبر 2014

العرب قبل الاسلام _الحاله الدينيه

رغم إيمان العرب بالله  إلا أنهم اتخذوا إليه شفعاء ووسطاء وقالوا: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إلى اللهِ زُلْفَى}[الزُّمر: 3]وبمرور الأيام أصبحوا يعتقدون أنّ هذه الأصنام "الشفعاء" تملك قدرة ذاتية على النفع والضر والخير والشر، فأصبحوا يتوجهون إليها بعبادة مباشرة.
وقد كان لكل مدينة صنم، بل كان لكل قبيلة صنم، فمكة -مثلاً- كان أعظم أصنامها (هُبُل)، بينما كان (اللاّت) أعظم أصنام الطائف، وهكذا.
وكان لكل بيت صنم، وأصبحت تجارة الأصنام لها تجار وصناع، وقد امتلأت الكعبة بالأصنام حتى بلغ عددها ثلاثمائة وستين صنمًا من مختلف الأنواع والأشكال، ومن أعجبها (إساف) و(نائلة) وهما: رجل وامرأة من اليمن زنيا بالبيت الحرام فمسخهما الله  أحجارًا، ومع مرور الزمن عبدهما الناس، ووضعوا أحدهما على الصفا، والآخر على المروة، إلى هذا الحد بلغت سفاهتهم!!
وعن كيفية صناعتهم لهذه الأصنام، يروي البخاري عن أبي رجاء العطاردي -وهو من التابعين رغم معاصرته للرسول ؛ لأنه اتبع مسيلمة الكذاب ثم رجع وآمن مرةً أخرى بعد وفاة الرسول - يقول: "كُنَّا نَعْبُدُ الْحَجَرَ، فَإِذَا وَجَدْنَا حَجَرًا هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ أَلْقَيْنَاهُ وَأَخَذْنَا الآخَرَ، فَإِذَا لَمْ نَجِدْ حَجَرًا جَمَعْنَا جَثِيرَةً مِنْ تُرَابٍ (كوم من تراب)، ثُمَّ جِئْنَا بِالشَّاةِ فَحَلَبْنَاهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُفْنَا بِهِ".
وكان عمرو بن الجموح  يعبد في جاهليته صنمًا من خشب صنعه بيده.
ولننتبه! فهؤلاء هم الذين سيصبحون بعد ذلك أعظم علماء في الأرض، وأعظم فاتحين لها، وأعظم مجاهدين فيها، وأعظم دعاةٍ على ظهرها، ثمّ سيكونون بعد ذلك أسبق أهل الأرض إلى الجنة؛ وذلك حتى ترى عظمة هذا الدين وإعجازه في تغيير الشخصيات.

0 التعليقات:

إرسال تعليق