و عندما أرسل السلطان العثماني إلي محمد علي ليجهز جيشاً يرسله إلي الجحاز للقضاء علي الحركة الوهابية التي انتشر ت في الحجاز و اجتاحت مكة و المدينة، خشي محمد علي أن ينتهز المماليك فرصة خروج الجيش إلي الحجاز و يهاجموه ، كما أنه علم من جواسيسه أن المماليك يأتمرون لاغتياله.
و علي هذا دبر محمد علي أمر التخلص منهم نهائياً، إذ دعاهم إلي الاحتفال بالقلعة بمناسبة خروج الجيش المصري بقيادة ابنه طوسون إلي الحجاز. و كان عدد المماليك الذين حضروا يقارب الخمسمائة.
و بعد انتهام مراسم الاحتفال حوصرت فرق المماليك و قُتلوا جميعاً إلا من استطاع الهرب و كان ذلك في 10 صفر 1226 هج / أول مارس 1811 م. كما أصدر محمد علي أوامره إلي حكام المديريات بقتل كل من يعثرون عليه من المماليك في مدرياتهم. و يقدر عدد من أُغتيل من أمراء المماليك في تلك الليلة بألف رجل في جميع أنحاء مصر.
و ما أن خرجت أخبار المذبحة من القلعة حتي سارع عامة المماليك بالفرار و التخفي في قري مصر حيث ذابوا في وسط الفلاحين.
و تعتبر مذبحة المماليك أكبر عملية اغتيال سياسي في تاريخ مصر الحديث، و بالرغم من بشاعتها إلا أنها خلصت المصريين من نفوذ المماليك الذي ظل طاغياً علي البلاد ستة قرون منذ مقتل شجر الدر و تولي عز الدين أيبك عرش مصر عام 1250 م
0 التعليقات:
إرسال تعليق